الحرم الإبراهيمي هو أقدم مساجد مدينة الخليل في فلسطين وأبرز ما يميّزها، حيث يعتقد أتباع الديانات السماوية بأن جثمان النبي إبراهيم موجود فيه. يحيط به سور كبير يرجح أن أساساته بنيت في عصر هيرودوس الأدوي قبل حوالي الألفي عام، والشرفات الواقعة في الأعلى تعود للعصور الإسلامية.
كان الرومان قد قاموا ببناء كنيسة في المكان في فترة حكم الإمبراطور يوستنياتوس ولم تلبت أن هدمت على يد الفرس بعد أقل من مئة عام. وفي العصور الإسلامية، تم بناء سقف للحرم وقباب في العصر الأموي، وفي العصر العباسي فتح باب من الجهة الشرقية، كما عني الفاطميون به وفرشوه بالسجاد. وفي فترة الحملات الصليبية، تحول الحرم إلى كنيسة ثانية وذلك في حدود عام 1172، ولكنها عادت إلى جامع بعد دخول صلاح الدين بعد معركة حطين.
وصف المسجد حديثا
البناء من الخارج وما جاوره-الوصف الاجمالي في داخل السور السليماني يوجد المصلى الرئيس والصحن المكشوف وما يحيط به من اروقة وقباب وغرف ويحد الصحن المكشوف من الجهة الجنوبية ايوان معقود والقبتان ترمزان لقبري إبراهيم الخليل وزوجته وبينهما فسحة معقودة وبجوارهما غرفة سدنة المسجد، كما توجد منارة فوق الركن الشمالي الغربي لجدار الحصن السليماني وأخرى فوق الركن الجنوبي الشرقي.
ويلاصق الجدار الشرقي للحصن من الخارج مسجد الجاولي.
ويلاصق الجدار الغربي للحصن من الخارج ابتداء من الركن الجنوبي الغربي غرفة يوسف تعلوها المدرسة المنسوبة للسلطان حسن، والغرفة ترمز للقبر، ثم السلم (الدرج) المستحدذ سنة 1950م.
ساحة المسجد الخارجية وما بها من مبان اثرية مثل برج السلطان سليمان وبقايا السور بينهما ورباط قلاوون وسبيل الطواشي وغيرها.
الوصف التفصيلي : الجدران الخارجية للمسجد وهي الحصن السليماني تكون شكلا مستطيلا مقاسه الخارجي 59.28*33.97 مترا مربعا وسمكها 2.68 مترا، وارتفاعها 16 مترا، مبنية باحجار ضخمة على هيئة مداميك، ويبلغ طول بعض احجارها نحو 7متر وارتفاعها نحو متر ونصف، وبها من الخارج صفوف واكتاف ويتوجها كورنيش وفي العصر الإسلامي زيد ارتفاعها نحو ثلاثة امتار بما فيها التحصينات، وعلى الركنين الجنوبي الشرقي والشمالي الغربي للحصن السليماني اقيمت مئذنتان مربعتا الشكل، ترتفع كل واحدة منهما 15 مترا فوق سطح المسجد، وتعودان إلى العهد المملوكي.
اما سطح المبنى داخل الحصن السليماني فيتالف من قباب واجزاء مستوية ومائلة مكسوة بالواح من الرصاص، اما سطح الجاولي وقبة يوسف والمدرسة المنسوبة للسلطان حسن فمغطاة بمربعات حجرية وتسمى المدرسة بالعنبر.
مداخل المسجد حاليا ثلاثة : الأول يقع في الجنوب الشرقي للمسجد وهو الباب الرئيسي يسلك داخله طريقا فيه درج ثم ينعطف إلى اليسار مارا تحت قنطرة ثم يصعد سبع درجات، وكان له درج طويل يبتدئ من الركن الجنوبي الغربي للحصن بدرجات هي عبارة عن انصاف دوائر إلا أن هذا الدرج والباب الرئيسي قد نسفه اليهود في 11/10/1968م. والثاني يقع في الشمال الغربي، يتوصل اليه بواسطة 32 درجة بشكل مستقيم. والثالث يقع قرب الميضأة الغربية قبل بداية درج الباب الثاني، وقد انشئ له حديثا سلم بارز متعرج للوصول إلى المدرسة المنسوبة للسلطان حين وحول أحد شبابيكها إلى باب، وهذا يتنافى وروعة وضخامة البناء ولا يتناسب مع طرارز المبنى من ناحية الفن المعماري الإسلامي، إلا أن هذا المدخل له اهميته خاصة عند ازدحام المصلين بعد الصلاة ايام الجمع، وتستخدمه النساء ايام الجمع أيضا.
وبالجهة الغربية من المسجد الإبراهيمي توجد ساحة فسيحة غير مستوية تحوي بالقرب من الركن الشمالي الغربي للحصن بقايا برج واسوارا ممتدة إلى الحصن يقابلها من الجهة الجنوبية الغربية للحصن بالقرب من رباط قلاوون برج اثري كامل له قيمته الفنية والتاريخية وعليه لوحة تذكارية باسم السلطان سليمان بن سليم وقد ازيل مؤخرا هذا البرج بالكامل، وبقايا السور التي بين الربجين أيضا، واعيد بناء جزء من البرج ملاصقا للبرج الشمالي الغربي ولكنه غير مطابق للاصل سواء من ناحية المقاييس أو الشكل أو الحجم، وثبتت عليه اللوحة التاريخية سالفة الذكر، وتحتها لوحة أخرى حديثة كتب عليها (نقلت دائرة الاثار هذا البرج من مسافة خمسين مترا من شرق مكانه الحالي 1385-1965 م).
وكان يلاصق الجدار الغربي للحصن السليماني ابتداء من الركن الجنوبي الغربي متجها إلى الركن الشمالي ميضأة حديثة وفناء مكشوف به خزان ماء يمد الميضأة بالمياه وقد ازيل مؤخرا.ثم غرفة بها قبر يوسف تعلوها القبة التي ترمز للقبر والتي بنيت في القرن العاشر زمن المقتدر بالله العباسي ثم مدرسة السلطان حين(العنبر) التي مساحتها عشرون مترا طولا وثمانية امتار عرضا ثم السلم (الدرج) الحديث البارز في الساحة الذي اتشئ سنة 1950م، الموصل إلى العنبر عن طريق الباب الذي كان شباكا.
وبالقرب من الركن الجنوبي الغربي للحصن، نوجد بقايا رباط قلاوون الذي انشئ في سنة 679هـ ويعلو الرباط طابق مستحدث.
وقد انشئت حديثا استراحة سياحية على الشارع الرئيسي (وهي بيد اليهود) في مدخل الساحة نحو عشرين مترا وبارتفاع نحو خمسة امتار والاستراحة بوصفها هذا تسد الساحة وتحجب منظر المسجد مما اساء لروعة هذا الاثر العظيم من النواحي الفنية والمعمارية والتخطيطية وان هذا يتنافى مع الغرض الأساسي الذي من اجله ازيلت المباني القديمة من حوله لتكوين الساحة واذهار روعة هذا المبنى الإسلامي.
جرائم اليهود للحرم
وقد رصدت شبكة الجزيرة الاعلامية سلسلة انتهاكات المسجد الإبراهيمي كما يلي:[1]
الاعتداء الأبرز والأول في الثامن من يونيو/حزيران 1967، حسب الباحث الفلسطيني، حيث باشر الاحتلال الاعتداء على المسجد منذ اللحظة الأولى لاحتلاله، فدخله الجنود عنوة ومعهم كبير الحاخامين، ورفعوا العلم الإسرائيلي فوقه ومنعوا المصلين المسلمين من دخوله.
ويضيف أن الاعتداءات تواصلت وأصبحت الاقتحامات شبه يومية، وكان أبزرها:
18 ديسمبر/كانون الأول 1967: أدخل الاحتلال إلى المسجد خزانة خشبية فيها نسخ من التوراة.
11 أكتوبر/تشرين الأول 1968: نسف الدرج المؤدي إلى المسجد وهدم البئر الأثرية الملاصقة لسوره.
31 أكتوبر/تشرين الأول: الحاكم العسكري في الخليل يبلغ مدير الأوقاف ورئيس السدنة بضم اليعقوبية (جزء من المسجد) لتكون مكانا لصلاة اليهود، بالإضافة للإبراهيمية.
2 نوفمبر/تشرين الثاني 1976 دخل 15 مستوطنا المسجد ومزقوا مصاحف وداسوا عليها ومكثوا بضع ساعات.
13 يناير/كانون الثاني1977: تقدم جندي ووقف خلف المصلين خلال صلاة الظهر، ورش مادة تشبه الفلفل جعلتهم يصابون بالسعال والعطس.
31 مايو/أيار1987: الجنود المتواجدون قرب الحرم الإبراهيمي يسبون الرسول صلى الله عليه وسلم عند رفع الأذان، ويهددون الحراس بالقتل إذا استمر.
13 أكتوبر/تشرين الأول 1987 الحاكم الإداري يبلغ رئيس السدنة بتركيب أجهزة إلكترونية على المداخل الرئيسية الثلاثة ووضع عدسات تلفزيونية، وبوابات إلكترونية.
18 سبتمبر/أيلول 1991 المستوطنون ينهالون بالكراسي على المصلين بعد صلاة العصر، ويبعثرون حواجز حديدية ويدخلون المسجد بأحذيتهم ويضربون الشيوخ والعجزة.
25 فبراير/شباط 1994: (مذبحة الحرم الإبراهيمي)المستوطن باروخ غولدشتاين يقتحم المسجد خلال الركعة الثانية من صلاة الفجر، ويطلق النار والقنابل ويقتل 29 فلسطينيا، ويجرح العشرات، لتندلع مواجهات خارج المكان سقط فيها نحو 30 شهيدا، وتبع ذلك قرار لجنة التحقيق بتقسيم المسجد وتحويل الجزء الأكبر منه إلى كنيس.[2]
15 أغسطس/آب 1994: الاحتلال يركب 14 كاميرا حديثة و58 كشافا وأجهزة إنذار جديدة.
13 فبراير/شباط 1995: الاحتلال يقيم بناء جاهزا للشرطة وغرفتين متنقلتين للجيش في حدائق المسجد.
10 يونيو/حزيران 1996: جيش الاحتلال يركب آلات حاسبة على الأبواب الإلكترونية لإحصاء المصلين.
31 يناير/كانون الثاني 1998: مستوطنون يسكبون ماء النار على رأس اثنين من حراس المسجد.
21 فبراير/شباط 2010: أقرت الحكومة الإسرائيلية ضم المسجد إلى قائمة مواقع أثرية وتراثية تعتبرها يهودية خصصت لها 1.06 مليون دولار لصيانتها وترميمها.
وتتكر الاعتداءات على موظفي المسجد وأئمته منذ عام 2000 مع رفع الأذان خاصة يوم السبت، كما يغلق تماما أمام المسلمين في الأعياد اليهودية، ويتوافد إليه المستوطنون بالآلاف في مناسبات عديدة