بالصور.. ميسي يبكي حزنًا على الخروج من كوبا أمريكا
دخل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي كأس أمريكا الجنوبية "كوبا أمريكا" وهو يمني النفس بأن ينجح في نقل تألقه مع فريقه برشلونة الإسباني إلى المستوى الدولي، لكنه أخفق في تحقيق مبتغاه بعدما توقف حلم الـ"بيسيليستي" بلقبه الأول منذ 1993 عند عتبة الدور ربع النهائي بخروجه أمام أوروجواي بركلات الترجيح.
آمل "ليو" أن يضع خلفه المشاركة المخيبة في مونديال جنوب إفريقيا؛ حيث ودع المنتخب الأرجنتيني العرس القاري من الدور ربع النهائي أيضًا وبهزيمة مذلة أمام نظيره الألماني (0-4)، خصوصًا أن بلاده تحتضن "كوبا أمريكا" على أرضها وبين جماهيرها، لكن يبدو أن الخيبة "الدولية" صارت ملازمة للنجم الأرجنتيني الذي ودع البطولة القارية دون أن يجد طريقه إلى الشباك.
فبعد إحرازه جميع الألقاب الممكنة مع فريقه برشلونة، سعى ميسي إلى تحقيق حلمه المتمثل في ترصيع سجله بلقب دولي بالفوز بلقب "كوبا أمريكا" وتأكيد أن بإمكانه التألق مع منتخب بلاده تألقه مع فريقه الكتالوني، لكن انتهى به الأمر بالتهديد بترك المنتخب بعد حملة الانتقادات واجهها من الجمهور ووسائل الإعلام على حد سواء، بعد البداية المتعثرة لمنتخب بلاده الذي حجز بطاقته إلى ربع النهائي بشق الأنفس.
صارت قصة "ليو" أفضل لاعب في العالم في العامين الأخيرين، مع منتخب الـ"بيسيليستي"، مطبوعة بمجموعة مناسبات مخيبة؛ ففي الوقت الذي لا يتوقف فيه عن هز الشباك مع فريقه برشلونة (53 هدفًا هذا الموسم في مختلف المسابقات، وإحرازه لقب مسابقة دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة والليجا للمرة الخامسة)- فإن سجله مع المنتخب متواضع (60 مباراة و16 هدفًا)، وهو ما يثير خيبة أمل الجماهير الأرجنتينية ووسائل الإعلام في بلاده التي لا تزال تلهث وراء لقبها الأول منذ تتويجها للمرة الرابعة عشرة بلقب كوبا أمريكا عام 1993 في الإكوادور.
مسيرة مخيبة
هناك فارق كبير بين مستوى ميسي مع ناديه ومستواه منتخب بلاده، حتى ارتفعت الأصوات الأرجنتينية مرجعةً أسباب ذلك إلى ابتعاد اللاعب عن بلاده جغرافيًّا وعاطفيًّا، وهو ما يرفضه ميسي دائمًا مؤكدًا حبه القميص الوطني.
وجد ميسي اللاعبُ الأعلى أجرًا في العالم (31 مليون يورو راتبًا سنويًّا حسب مجلة "فرانس فوتبول")، صعوبة في فرض نفسه في الخطط التكتيكية للمدرب السابق للأرجنتين الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا على الخصوص الذي لم يتوقف عن تغيير اللاعبين والخطط التكتيكية طول الأشهر العشرين التي قضاها على رأس الإدارة الفنية للأرجنتين من 2008 إلى 2010.
ولم يتألق ميسي المولود في روزاريو، والذي هاجر إلى كتالونيا وعمره 13 عامًا لتتبع فترة علاج النمو على حساب برشلونة؛ في التصفيات الأمريكية الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010. وإذا كان قدم عروضًا جيدة في المونديال فإنه لم يهز الشباك في المباريات الخمسة التي خاضها مع الـ"بيسيليستي".
تنفس ميسي الصعداء منذ تعيين سيرخيو باتيستا العاشق لنادي برشلونة مدربًا للمنتخب الأرجنتيني خلفًا لزميله السابق في المنتخب المتوج بلقب كأس العالم عام 1986؛ فوجد طريقه إلى الشباك 3 مرات، وساهم في انتصارات مدوية لمنتخب بلاده على حساب منتخبات عريقة: إسبانيا بطلة العالم (4-1)، والبرازيل (1-0 سجله ميسي نفسه) والبرتغال (2-1).
سقوط متكرر
لكن النجم الأرجنتيني سقط مجددًا في الامتحان الفعلي، وجر خلفه ذيل الخيبة "الدولية"، على غرار ما حصل معه الصيف الماضي في نهائيات جنوب إفريقيا التي أثبتت أنها بطولة الأداء الجماعي لا بطولة النجوم على الإطلاق؛ لأن أيًّا من النجوم الكبار الذين توجهت الأنظار إليهم قبل انطلاق العرس الكروي، لم يقدم شيئًا يذكر. وأكبر مثال على ذلك ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو اللذان دونا اسمَيْهما بالحرف العريض في سجل النجوم الكبار الذين أخفقوا في فرض سطوتهم على المسرح العالمي، بعدما فشلا في إظهار أيٍّ من لمحاتهما التي قدماها في الملاعب الإنجليزية والإسبانية والأوروبية.
فشل ميسي في جنوب إفريقيا في الارتقاء إلى مستوى المسؤولية التي وضعها على عاتقه مارادونا الذي قال علنًا إن "ليو" هو خليفته. ولم ينجح النجم الملقب بـ"البعوضة" في نقل التألق اللافت الذي قدمه مع فريقه الكتالوني إلى المنتخب الوطني، ثم تكرر الأمر في "كوبا أمريكا"؛ ما يجعل صفة اللاعب الذي تألق على صعيد الأندية وفشل على المسرح الدولي مرافقة لميسي.. حتى إشعار آخر.